خوفوني فإن قلبي قد قسى !
ما ألذ الموت لمن كان لربه طائعاً
وما أطيبه لمن كان لمولاه خاشعاً
يا ابن آدم الجهل كم توعظون فلا تتعظون ؟
و كم تزجرون فلا تنزجرون ؟
و كم تردعون عن الملاهي فلا ترتدعون ؟
أقلوبكم قاسية عن مواعظ الموت أم أنتم عميّ لا تبصرون ؟
أما تنظرون الى الآباء و الأمهات كيف يموتون ؟
و إلى السلف من الأجداد كيف يسبقون ؟
و إلى الأعمام و الأخوال كيف يقبرون ؟
أم كيف يتنهى بالمعاش من يفارق الحياة ؟
آه من نار نزّاعة للشوى !
أين اهل اللهو الطرب ؟
أين من في تاجه ذهب ؟
أين السادات من ذوي الرتب ؟
أما بهم و بمصابهم تعتبرون ؟
أنسيتم ما صنع بهم رب المنون ؟
أم أنتم بحقيقة أمرهم جاهلون ؟
عباد الله اغتنموا ما بقي من أعماركم
و شمروا عن ساق الاجتهاد في ليلكم و نهاركم
واقطعوا بالتوبة الخالصة علائق أوزاركم
و لازموا طاعة من يعلم بواطن أسراركم
كيف يفرح بالحياة من يصير الى الممات ؟
أم كيف يتهنّى بالمعاش من يفارق الحياة ؟
ألا فإنكم ستقبرون بمقابر لا يوجد فيها إلا الظلمات
و تضمكم لحود هي أضيق من الحفرات عند النزع وشدة العطش و الآلام .. !!
و تغصّ أنفسكم غصّة الحمام.
فيا أهل الهرم و الشباب
و يا أهل العقول و الاذهان
و يا معشر الأخوان و الاصحاب
ما نسلتم ف إلى التراب
و ما عمّرتم من القصور فللخراب
و ما كنزتم من الأموال ف للذهاب
فانظروا الى أنفسكم و استعدوا للموقف بين يدي السميع العليم يوم يُقاد للنار كل افإك أثيم
و اذكروا كلامه سبحانه و تعالى :
(( يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ))
صدق الله العظيم
نعم ...
كيف يفرح بالحياة من يصير الى الممات ؟
أسأل الله تعالى الهداية لي ولكم وجميع المسلمين
[/center]